زينة النجار، طالبة أردنية نالت منحة إيراسموس من الجامعة الأردنية لمتابعة دراسة اللغة الإسبانية في جامعة ألميرية بإسبانيا. غير أنّ تجربتها لم تقتصر على الجانب الأكاديمي المتصل بتعلم اللغة، بل تجاوزته لتكون تجربة إنسانية وثقافية بامتياز، عكست صورة مشرقة عن الجامعة الأردنية وطلبتها، وقدّمت نموذجًا يُحتذى به للطلبة الذين تتيح لهم الجامعة مثل هذه الفرص للتميز والإبداع.

فعلى صعيد تجربتها الإنسانية، تطوّعت زينة في الجمعية الإسبانية لمكافحة السرطان، وهي واحدة من أكبر المؤسسات في إسبانيا التي تُعنى بنشر الوعي حول المرض وتقديم الدعم للمرضى. جاء هذا التطوع بعد مقابلة أجرتها مع الدكتورة ميرسيدس حول أهمية الفحص المبكر للسرطان، الأمر الذي زاد من وعيها بأهمية المساهمة في نشر هذه الرسالة.

كما عملت كمترجمة لمرضى السرطان العرب الذين لا يتحدثون اللغة الإسبانية، ورافقتهم في مراجعاتهم الطبية لضمان حصولهم على أفضل رعاية وفهم للمعاملات الطبية.

و شاركت زينة في برامج تثقيفية لطلاب المدارس، محذرة من مخاطر التدخين الإلكتروني وآثاره الصحية الخطيرة، بما في ذلك احتمالية الإصابة بالسرطان. ولم يقتصر دورها على التوعية فقط، بل كانت عضوًا فاعلًا في مبادرة للدعم النفسي والاجتماعي لمرضى السرطان، حيث شاركت مع فريقها في رحلة إلى منزل ريفي استمرت يومين، تخللتها أنشطة تفاعلية وتصوير مقابلات توثّق تجارب المرضى وانتصاراتهم على هذا المرض الخبيث.

لفتت زينة أنظار وسائل الإعلام المحلية في إسبانيا، مما دفع صحيفة صوت ألميرية، وهي إحدى الصحف المعروفة، لإجراء مقابلة معها ونشر مقال خاص يتحدث عن تجربتها كطالبة أردنية في إسبانيا. في هذا المقال، أكدت زينة أن الشباب الأردني يتمتع بموهبة وثقافة عالية، ويستحق المزيد من الفرص لإثبات قدراته على المستوى الدولي، قائلة: "الشباب الأردني لا ينقصه الطموح أو الكفاءة، بل يحتاج فقط إلى فرصة حقيقية لإثبات نفسه."

اضافة الى ذلك، كانت زينة من روّاد برامج التبادل اللغوي بين الثقافتين الأردنية والإسبانية، حيث قامت بتدريس اللغة العربية للإسبان المهتمين بها. من خلال هذه التجربة، كوّنت علاقات وصداقات عززت مفهوم الانفتاح الثقافي والتواصل الحضاري بين الشباب من مختلف الجنسيات.

https://www.facebook.com/share/v/154vcTfugH/?mibextid=wwXIfr