الجامعة الأردنية :: كلية اللغات :: انجازات الكلية

انجازات الكلية

صدور "كلما ومض الحنين" أول ديوان شعر للطالبة المتميزة أسماء شاهين

ليوم، وبعد أعوامٍ من القراءة، وما تلاها من فضولٍ لا يهدأ، أستخرج من عمق تجربتي والأدب كلماتٍ دالّة أو مدلولة، تتّخذ شكل القصيدة الحديثة بحريةٍ زاهدةٍ في الوجود، أو بما يقابلها من أقصى حدود الميتافيزيقا. لقد نمت علاقتي باللغة نموًا ديناميكيًا جذريًا وبيِّنًا؛ فلم تكن الألسن – بالنسبة لي – سوى آلةٍ تحاول جاهدةً ترجمة الخفي إلى واقع، أو زخرفة الشعور على ورق. وسرعان ما أدركتُ أن اللغة ليست مجرد نقاطٍ على خطوطٍ مستديرة، ذات معنىً مهم أو غير مهم، بل هي ديمومة الفكرة الإنسانية وتفاعلها وحيويتها.
اللغة هي وجه الثقافة المعقّد في أسطرٍ خفيفة؛ هي موتُ صاحبها أو مطلقُ حياته. هي الخلود في معركةٍ مع الفناء العدمي. اللغة، هي اللامرئيّ المُدرَك من الحياة والموت، والمرئيّ المثقل بأوجه النقد المتعددة والمبهمة. إن اللغة أداة فُرضت على الكاتب، بل على المجتمعات.
وإنني لا أُخفي شغفي العميق باللغة؛ فهي ليست وسيلة  للتعبير فحسب، على حد قول الناقد الأدبي والمنظر ر. بارت. إنّها كينونة كاملة ممتزجة بأصداء الحياة وأبعادها، وكل حرف مبدع يُكتب في خضم الحياة ليس إلّا محاولة بارعة مؤلمة  لالتقاط جوهر الوجود، وكل قصيدة أبتكرها هي سفرٌ نحو ذاتٍ أجهلها وأرجو اكتشافها.
كنت قد نشرت أول ديوان شعر لي، "كلّما ومضَ الحنين". أستخلص فيه عشرين قصيدة نثرية متفاوتة في البناء، متّحدة في الفكرة وثقل المعنى. وفيه أيضاً، أتّخذ مساحة لوجهٍ آخر أمارسه في الفنون؛ فكل لوحة فنية في هذا العمل، قصيدة كانت أم صورة، هي على غرار لمحاولاتٍ جادة، امتداد للاهتمام البشري بهويته، وسعيٍ متواصلٍ نحو التعبير عن المكنون بلغة تتجاوز حرفية اللغة ذاتها.

-¹ مارتن هايدجر، الرسالة في النزعة الإنسانية

أسماء شاهين
قسم اللغة الإنجليزية وآدابها
كلية اللغات الأجنبية/الجامعة الأردنية